منوعات

المنافسة بين الزملاء في العمل محبذة… لكن ماذا لو تخطّت الحدود؟

من الطبيعي أن تنشأ روح المنافسة بين الزملاء في مكان العمل، لا بل تبدو من الشروط الأساسية للتطور والتقدم وتحقيق النجاح. إلا ان هذه المنافسة تتخطى أحياناً الحدود المعقولة والطبيعية لتنعكس سلباً على ظروف العمل وعلى العلاقات في ما بينهم. وبحسب الاختصاصية في المعالجة النفسية نور واكيم تخلق الشركات نفسها أحياناً هذا الجو من خلال عناصر تركز عليها كالترقيات والمكافآت لكن لا تنكر أن المنافسة قد تكون في مرات كثيرة سيفاً ذا حدين سواء لظروف العمل أو للموظفين فيه.

قد يكون لوجود روح المنافسة في مكان العمل، فعلاً، انعكاسات إيجابية عندما لا يوفر الموظفون جهداً في سبيل التحسن وتحقيق النجاح ربما على الصعيد الشخصي، مما ينعكس إيجاباً على ظروف العمل وعلى إنتاجية المؤسسة التي يعمل فيها. في هذه الحالة يركز الموظف على نفسه ويقدم كل الجهود اللازمة في سبيل التقدم في المؤسسة. في المقابل، بحسب واكيم، تتحول الأمور في اتجاه معاكس وتتخذ هذه المنافسة منحىً سلبياً عندما يخرج الموظف عن القواعد والأخلاقيات فلا تصب جهوده وتصرفاته في إطار المهنية بل يركز على البحث عن مختلف الوسائل ليخلق عوائق أمام جهود الآخرين وعملهم ليبرز هو بشكل أفضل. وبالتالي هو لا يعمل من أجل تحسين أدائه بل إن هدفه الأساسي يكون إيذاء زملائه وإعاقة عملهم وعندها هو يقوم بأي تصرف، وإن كان غير أخلاقي وغير مهني، لتحقيق هدفه ولو على حساب علاقاته مع زملائه.

بين العمل والعلاقات بين الزملاء

من المؤكد أن ثمة شقين لا بد من تناولهما في موضوع المنافسة بين الزملاء في مكان العمل. أولهما ظروف العمل والمحيط حيث تخلق المؤسسات عمداً روح المنافسة هذه بين الزملاء من خلال الترقيات والمكافآت وغيرها من العناصر التي تساهم في تحفيز الموظف على تحسين أدائه وإنتاجه في العمل. “طبعاً في هذه الحالة يبحث عن الناحية الإيجابية للمنافسة التي تنعكس إيجاباً على حسن سير العمل وعلى الإنتاجية وعلى القدرة الإبداعية للموظفين. لكن قد تكون هذه المنافسة سلبية هنا أيضا بالنسبة إلى الموظفين الذين يعانون قلة ثقة بالنفس فيزيد الوضع سوءاً عندما يوجدون في ظروف تتطلب منهم تحقيق إنجازات وعندما يعجزون عن ذلك تتأثر ثقتهم بأنفسهم أكثر بعد بشكل سلبي”. أما بالنسبة إلى العلاقات بين الزملاء فإما أن تكون جيدة وإيجابية أو أن تكون سيئة ويسود جو من العدائية والنفور بين الموظفين بحسب جو المنافسة السائد ونوعها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى