شرائح رئيسيةصحة و جمال

أحاسيس مجروحة زوجي يبتزني الجنس مقابل المصروف

كانت منال ذات التسعة عشر ربيعا، وهو الاسم المستعار الذي اخترناه لبطلة أحداث قصتنا الواقعية لهذا العدد، مفعمة بالآمال والأحلام مثلها مثل بنات جيلها .. تحلم باستكمال دراستها الجامعية واختيار مهنة تحقق من خلالها طموحاتها المهنية، وتكفل لها ولعائلتها العيش الكريم.

زواج بالإكراه

لم يتبادر إلى ذهن منال ولو للحظة وهي تخطط لحياتها المستقبلية بأن حياتها ستنقلب إلى كابوس ستعيشه ليلا نهارا في أبشع صوره.. مع زوج مفروض عليها بالقوة من قبل أب متسلط لا رحمة في قلبه، تسلم مقابل بيعها نقدا لعجوز متصابي وهي في ريعان شبابها، ليمارس عليها طقوسا من الكبت والهمجية الجنسية…… تتذكر منال لحد الساعة وهي أم لثلاثة أطفال، يوم دخل والدها غرفتها ليبلغها بأنه وافق على تزويجها من رجل في أواخر الخمسين من عمره، مطلق وأب لخمسة أطفال … مازالت تتذكر وبحرقة دموعها وتوسلاتها لأبيها بأن يرحمها من مصير مجهول لا ينبئ بخير…

اغتصاب ليلة الدخلة

تخللت ليلة زفاف منال دموع وحسرات من أمها وأخواتها ألما على مصيرها وعلى أحلامها، التي أجهضت في المهد وهي الشابة المتفجرة فرحا وتفاؤلا… ليلة زفاف تصفها منال بأنها أسود وأطول ليلة مرت عليها في حياتها بسبب المشاعر المتناقضة التي عاشتها خلالها… ليلة دخلة كما نسميها بدأت وبدون مقدمات بشبه اغتصاب بالقوة دون مراعاة لمشاعرها، وهي الأنثى العذراء في التاسعة عشر من عمرها وبدون تجارب عاطفية سابقة، مما سبب لها خوفا من العلاقة الحميمة لأنها لا تمثل لها سوى الألم والعنف والواجب القسري، الذي لا مناط لها عنه… وبالرغم من أن الزوج حسب قولها ميسور ماديا نوعا ما، إلا أنه كان بخيلا جدا معها ويمنع عنها المصروف بشكل نهائي، بحيث كان هو من يتكفل بشراء مستلزمات البيت، لدرجة أنها نسيت شكل النقود حسب تعبيرها ووصفها…

قررت منال عدم الإنجاب، فطلبت منه شراء حبوب منع الحمل لها لتؤجل الحمل لسنوات قليلة، وهو الأمر الذي أثار غضبه ودفعه إلى تعنيفها وضربها ضربا مبرحا فقدت على إثره الوعي، وبالرغم من علم والدها بما أصابها لم يحرك هذا الأخير ساكنا، لأن زوجها كان يسكته بالمال.. أنجبت منال ثلاثة أطفال في بيئة كلها عنف وجوع وألم وإهانة.. أولادها ترعرعوا مهزوزين نفسيا بسبب ما يمارس على أمهم أمام أعينهم من معاملة لا إنسانية بسبب وبدون سبب، لأنه يعلم مسبقا بأن لا أحد سيأتي لنجدتها أو الدفاع عنها..

يطالبني بالممنوع والمحرم

ازداد مؤخرا جبروت زوجها، لدرجة أنه أصبح يطالبها بما حرمه الله وهو ممارسة الجنس معها من الدبر، الأمر الذي رفضته كليا، مما زاد من تأجيج فتيل الخلاف من جديد بينهما، لدرجة أنه أصبح يعاقبها بمنع المصروف عن البيت وترك أطفالها بالجوع طول النهار، وتعنيفهم من أجل ابتزازها على الموافقة على رغباته الشاذة .. حاولت منال مقاومته كثيرا ورفض الامتثال لشذوذه، إلا أنها في الأخير استسلمت لرغباته، لأنها لم تستطع تحمل رؤية معاناة أطفالها مع الجوع والعنف المستمرين..

بالرغم من الألم والجوع والإهانة، إلا أن كل هذه المعاناة لم تستطع أن تقتل في منال روحها الحيوية المفعمة بالأمل والطموح، لأنها مازالت تطمح أن تحقق من خلال ابنتها ما لم تستطع هي تحقيقه في حياتها، مؤكدة بأنها لن تسمح لأي أحد أن يفرض على ابنتها حياة لا تريدها، بل ستستميت من أجل أن تعيش ابنتها الحياة التي ستختارها هي بنفسها، وستزرع فيها الإرادة وقوة الشخصية، لأنها ندمت أشد الندم على امتثالها لأوامر والدها، وبأنه لو عاد بها الزمن لكانت وقفت في وجهه، وما كانت لتتحول حياتها لمأساة حقيقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى